متابعة : أحزاب المعارضة تحاول إعادة رصّ الصفوف خلال الثلت الأخير من الولاية الانتدابية الحالية.
بعد انفراط عقد التنسيق بين الفرق والمجموعة النيابية لأحزاب المعارضة بمجلس النواب، نتيجة “خلافات ذاتية”، يقود حزب التقدم والاشتراكية مساعي لإعادة الدفء إلى علاقة مكونات المعارضة من أجل تقوية أدائها، إذ يُرتقب أن يَحتضن مقرّه المركزي ندوة بحضور الأمناء العامين لأحزاب المعارضة الأربعة الممثلة في البرلمان، في غضون الأيام المقبلة.
وكان مرتقبا أن تنعقد الندوة حول استدامة المالية العمومية اليوم الأربعاء، إلا أن الموعد تأجل “لأسباب مرتبطة بعيد الأضحى”، بحسب إفادة محمد نبيل بنعبد الله، لأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، مؤكدا “أن الاجتماع سيتم في موعد لاحق، لأن حزبنا يسعى دائما ويواصل مجهوداته من أجل تقوية المشترك بين مكونات المعارضة، وتمتين وتوحيد كلمتها”.
وكانت الفرق والمجموعة النيابية لأحزاب المعارضة (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، والحركة الشعبية، والعدالة والتنمية) بمجلس النواب قد أقامت تنسيقا بهدف تقوية صفوفها أمام الحكومة، إلا أنه لم يصمد طويلا وتلاشى بعد خروج الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية منه، بسبب خلافات بين الأمين العام للحزب، إدريس لشكر، ونظيره لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران.
وبالرغم من أن التنسيق السابق سرعان ما نُسف، إلا أن نبيل بنعبد الله يرى أن إعادة قطار التوافق بين مكونات المعارضة إلى سكته ما زالت ممكنة، وهو ما عبّر عنه بقوله في تصريح لهسبريس: “نحن نقارب الأمور بمنظور إيجابي، ولا نراقب العثرات، وإذا أردنا أن نلعب هذا الدور فينبغي أن نتحلى بروح إيجابية”.
وتابع: “نحن في حزبنا نسعى إلى تفادي كل العقبات، سواء كانت ذاتية أو شخصية، ونريد تقوية مكانة المعارضة للارتقاء بأدوارها وتقديم بديل للتوجه الحالي، وهذا هدف سياسي يسمو فوق كل الاعتبارات، وإذا أردنا أن نقوم بهذا الدور يتعين أن نكون إيجابيين مع الجميع”.
عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، أكد حضور المجموعة في اللقاء المرتقب، مفضلا عدم الحديث عن آفاق “المحاولة الثانية” لإقامة تنسيق بين مكونات المعارضة.
بوانو اكتفى بالقول، جوابا على سؤال لهسبريس إنْ كانت الظروف الحالية تتوفر فيها الشروط الكفيلة لتجاوز الخلافات التي نسفت التنسيق السابق: “يمكنك أن تطرح عليّ هذا السؤال خلال الندوة الصحافية التي سنعقدها، وسأجيبك”.