كلميم : السير عكس الجهود المبدولة في حماية البيئة وجمالية المدن

كلميم : السير عكس الجهود المبدولة في حماية البيئة وجمالية المدن

من الظواهر المشينة التي سيلاحظها المواطن بمحيط مدينة كلميم هي ركام النفايات، وخاصة مخلفات الترميم والبناء، ما يعكس تنامي سلوك لا حضاري يسائل المجتمع أولا، وخاصة ما يسمى الجمعيات البيئية، والمسؤولين اللذين يتهاونون في تفعيل المساطير والمراقبة.

ولا يقتصر هذ السلوك المشين على هوامش المدينة فقط، بل طال محيط العديد من الأحياء السكنية وسط المدينة، وهو تصرف سلبي لا يعكس المواطنة الفاعلة، ويسير عكس الجهود المبذولة لحماية البيئة وجمالية المدن وتنميتها.

وغالبا ما يستغل “مخربو البيئة” انعدام المراقبة، ليلا أو نهارا، لرمي مخلفات البناء وإطارات السيارات وغيرها ، دون أي وازع أخلاقي أو تأنيب ضمير، وهو فعل يشجبه المجتمع وتجرمه القوانين، بل يؤدي على المدى البعيد إلى تكريس العادة والتطبيع معها،

مجموعة من الأماكن التي كانت في الأمس القريب مقصدا لسكان المدينة، صارت بعض جنباتها اليوم مطرحا لمخلفات البناء، حيث تقصدها دراجات تريبورتور محملة ب “الردم” متفادية كل رقابة للتخلص من هذه المواد الضارة بالبيئة، حتى صار الاعتداء على المجالات البيئية أمرا اعتياديا لدى بعض منعدمي الضمير.

و قد وقفت جريدة وادنون 24 على بعض من هذه المظاهر أمام مطار كلميم، وذلك قصد تسليط الضوء و دق ناقوس الخطر بشأن هذا الموضوع، وعلى ضوء ما يقع، تم تسجيل التعاطي السلبي لجماعة كلميم مع مثل هذه الملفات و غياب التفاعل مع ما يكتب في بعض الجرائد المزعجة في نظرهم.

الصحافة دورها التنبيه عبر تقارير إلى استفحال ظاهرة من الظواهير تم إدخالها ضمن خانة المخاطر المحدقة بالملك لعام لعلها تستفيق ( الجهات المختصة) و تقوم بتفعيل إختصاصاتها،

أما الظاهر في الصورة يبين أن ماقامت به الجماعة هو تشتيت الاكوام حتى لا تظهر من بعيد.

جهود الغيورين على الشأن العام يتعين أن تواكبها جهود كل أفراد المجتمع للترافع لحماية الفضاءات مما تتعرض له من تخريب واعتداء، وجعل هذا الفضاء في قلب حملة مجتمعية متواصلة وواسعة، تشمل الشق القانوني والجانب الميداني التوعوي، عبر اغتنام كل السبل للتصدي لهذا السلوك اللاحضاري، وذلك بمعية المؤسسات الرسمية المعنية لمواصلة التعبئة لحماية البيئة.

مسؤولية حماية المدينة من مثل هذه السلكات، هي مسؤولية مشتركة، لكونها أساسا تجلي لوعي الإنسان بدور الفضاءات العامة، كما أنها مسألة تربية وتوعية وتنبيه قبل المرور إلى كافة سبل زجر ومعاقبة المخالفين، وهو ما يقتضي تشكيل قوة فاعلة في حماية البيئة، من خلال التنبيه والمساهمة في ضبط المخالفين وعدم غض الطرف عنهم، فحماية البيئة ليست شأنا خاصا بالسلطات فقط، فالمسؤولية مشتركة بين الجميع،

#كلميم #المغرب #اخبار #البيئة