أحمد لحلا:
تخلت بعض المواقع الالكترونية المغربية عن قيم العمل الصحفي في خضم معالجة الضجة الاعلامية التي حدثت مؤخرا بسبب انتقاد الأستاذ ياسين العمري لمسلسل “المكتوب” و الذي يتحدث عن قصة “شيخة” ، أو ما سماه نشطاء فيسبوكيون بصراع “الشيخ و الشيخة” .
فلم تكتفي هذه المواقع الالكترونية بعناوين مغلوطة و مضللة ، حيث ادعت بأن الشيخ ياسين العمري قد ألقى محاضرة في جامعة الأخوين في ظل الأحداث الأخيرة و هو ما استنكرته هذه الجرائد و وصف بعضها ذلك ب”الغريب” و “الانزلاق العلمي الخطير” على حد وصفها ، الا أن شيئا من هذا لم يحدث ، فالمحاضرة التي تناولها المقال تعود لتاريخ (09 دجنبر 2021) ، أي قبل حوالي أربع أشهر من الحادثة ، و يظهر من خلال ما سبق اما أن هذا المنبر أخطأ و لم يتأكد من صحة المعلومة قبل نشرها ، أو تعمد الجريدة نشر أخبار كاذبة و مزيفة بهدف تضليل الرأي العام ، و هما موقفان يظهران مدى افتقار هذه الصحيفة للمهنية و الشفافية .
و ما زاد الطين بلة هو استعمال أسلوب السب و القدف في حق المعني بالأمر ، فقد وصفت احدى هذه الصحف الالكترونية الأستاذ ياسين العمري ب” الرجعي و المتزمت ” و اتمته بالتحريض على التفرقة بين الناس ، حيث جاء في نص المقال ” فكيف لمسؤول عن جامعة عمومية، أن يسمح بحضور داعية سلفي، يحمل فكرا رجعيا يحرم الفن ويناهض الاختلاف ويشرعن للتفرقة، وأن يفتح له الحرم الجامعي على مصراعيه، ليبث فكره المتزمت في الوسط الطلابي؟” ، و هو ما يعتبر خرقا صارخا لقيم العمل الصحفي ، و تهكما لا أخلاقيا في حق شخص الشيخ ياسين العمري . الى جانب عدم احترام حرية المعتقد و هو حق كفله الدستور المغربي ، فحسب الجريدة المذكورة فكل شخص يتبع الفكر السلفي يعتبر ” رجعيا و متزمتا و جاهلا”. فإلى متى ستستمر مثل هذه المنابر الاعلامية في نشر الأكاذيب و تضليل الرأي العام ؟ و انتهاك حرمة الأفراد و التعدي عليهم بالسب و القدف دون حسيب و لا رقيب ؟
*كاتب رأي و صحفي متدرب
تنويه : (الآراء والمواقف الواردة في مقالات الرأي لا تتحملها الجريدة وتلزم فقط كاتب المقال )