جدل وانتقاذات تطال مسلسل”فتح الاندلس”

وادنون24-متابعة*

أثار المسلسل التاريخي “فتح الأندلس” الذي يبث خلال شهر رمضان الحالي عبر عدد من القنوات التلفزية العربية بينها قناة الأولى المغربية جدلا واسعا بين المغاربة منذ عرض حلقته الأولى وذلك بسبب ما اعتبروه “تشويها متعمدا لتاريخهم”.

ويحكي مسلسل “فتح الأندلس” الذي رصدت ميزانية لإنتاجه بأكثر من 3 ملايين دولار أمريكي، قصة القائد الإسلامي طارق بن زياد خلال رحلة الفتح الإسلامي للأندلس أثناء ولاية موسى بن نصير في عهد الدولة الأموية، مستعرضا الصعوبات التي واجهها لتحقيق هذا الفتح.

الإنتاج الضخم للعمل التاريخي الذي يعد الأول من نوعه في العالم العربي، حيث لم يسبق تناول حقبة فتح الأندلس في أعمال فنية سابقا، أثار غضب العديد من المتابعين المغاربة الذين اتهموا صناعه بـ”قلب الحقائق وتشويه التاريخ” عبر طمس الهوية الأمازيغية ونسب طارق ابن زياد للمشرق.

وفي هذا الصدد، قال الباحث في الدراسات الإسلامية محمد عبد الوهاب رفيقي عبر تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”: “هاد التخرميزة ديال “فتح الأندلس” من بدايتها بان العربون، تحريف ومغالطات تاريخية بالعرام، سيناريو وحوار فاشل وهزيل، أداء تمثيلي على قد الحال، إخراج ديال شي شاب يالله تيتعلم في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي”.

وعبر المخرج المغربي عبد الإله الجوهري عن استيائه من المسلسل حيث علق على حلقاته الأولى قائلا: “مسلسل مهلهل، دون هوية فنية أو تاريخية. بشخصيات لا علاقة لها بالتاريخ أو الواقع، ممثلون تائهون بسبب إدارة مخرج مبتدئ قادم من الشرق على ظهر شرعية أغنية “وطنية” دغدغ بها مشاعر المغاربة ذات احتفال وطني خاص، وحصل بها، ومن خلالها، على حق فرض عمله الدرامي المهزوز على قناة مغربية محترمة، وعلى الجمهور المغربي الذي ليس بحاجة لمن يقدم له تاريخه، لأنه يعرف تاريخ بلاده جيدا، ويعرف كيف فتحت الأندلس ومن فتحها”.

ووجه العديد من النشطاء سهام نقدهم للقناة الأولى التي تعرض المسلسل يوميا على شاشتها، متسائلين عن دورها في مراقبة العمل الذي يتحدث عن تاريخ المغرب بشكل خاطئ قبل تقديمه للمغاربة، فيما انتقد آخرون إهمال صناع الفن في المملكة لتوثيق تاريخهم وترك المهمة للمشارقة.

وفي هذا الاتجاه، علق الصحفي يونس مسكين قائلا: “مسلسل فتح الأندلس مجرد تخربيقة محطوطة، فقر فني وتحريف تاريخي وضعف بين في الحوار والكتابة”، مضيفا: “أن يكون العمل تجاريا أو محتوى لقناة أجنبية لا مشكلة في الأمر لأن الأصل هو الحرية في الإنتاج والعرض، لكن أن ننفق من المال العام لنشتري ونعرض مسلسلا يزيّف تاريخنا ويسيء إلينا فتلك مصيبة”.

يشار إلى أن مخرج “فتح الأندلس” الكويتي محمد العنزي كان قد رد على الهجوم الذي تعرض له العمل سابقا أثناء تصويره، بانتقاد الحملة التي أقيمت ضده.

وقال محمد العنزي في تغريدة عبر حسابه على تويتر، “إن محاولات البعض تحجيم قادة إسلاميين مثل طارق بن زياد بأقاليم حددها لنا إتفاق سايس بيكو لن تفيد، إن طارق وغيره من قادتنا إرث لأمة المليار ونصف المليار مسلم لا دولة معينة أو إقليم”.

*المصدر : جريدة العمق المغربي