محمد أكينو

بدأ النشاط التجاري في شارع مولاي عبد الله المعروف في كلميم بــ “شارع موريتان”، منذ نهاية السبعينات من القرن الماضي وسط مدينة كلميم (جنوب المغرب), ويُطلق عليه هذا الإسم لأن تجاراَ موريتانيين، آستقرواْ هنا منذ ذلك التاريخ ويعرضون سلعاً مختلفة يستقدمونها من بلدهم من ملاحف وشاي وأثواب وغيرها.

سلع موريتانية

يضم الشارع عشرات المحلات التجارية التي تعرض سلعاً تقليدية ،من أزياء وحلي وأساور ومجوهرات الفضة والذهب والعطور وغيرها, وتشكل الألبسة الصحراوية  التقليدية، من ملاحف ودراعيات والشاي أهم المعروضات التي يقبل عليها زوار هذا السوق الشعبي المعروف في الجنوب المغربي.

يقول محمد مراح الباحث في تاريخ المنطقة ، إن” الشارع اسمه الحقيقي والرسمي هو شارع مولاي عبد الله، وهو سوق شهد رواجاً تجارياً كبيراً منذ نهاية عقد السبعينات، وعُرف بتواجد تجار قادمين من الجارة الجنوبية موريتانيا،وآستقرواْ في الجزء الجنوبي للسوق”،مشيراً إلى أن”السوق يضم عشرات التجار،وأصبح مشكل الفراشة يغزون هذا السوق التقليدي مما يُعرقل نشاط أصحاب المحلات التجارية”.

عبد الله أحد التجار الموريتانيين الشباب في السوق، يقول أن”الكثير من التجار الموريتانيين آستقرواْ هنا منذ السبعينات من القرن الماضي، لممارسة النشاط التجاري، إلا أن أغلبهم رجع إلى موريتانيا قبل سنوات قليلة بسبب تراجع النشاط التجاري في هذا السوق”، وأضاف المتحدث، أن”السلع القادمة من موريتانيا كانت تشكل نسبة كبير ة من سلع السوق كالملاحف والألبسة التقليدية الصحراوية والأثواب والشاي وغيرها”.

حركة مسائية دائبة

ويشهد الشارع حركة دائبة بعد عصر كل يوم إلى ما بعد العشاء ,وتُزين السوق في الليل مصابيح تقليدية معلقة على طول الشارع, ويقول مبارك وهو أحد الحرفيين الذين يشتغلون في السوق في مهنة تطريز الدراعية،أن “السوق يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أقسام : القسم الجنوبي لا يعرف رواجاً كبيراً، حيث  المحلات التجارية تُغلق عادة في وقت مبكر”، وأضاف هذا التاجر، أن”القسم الأوسط والعلوي من الشارع ،هي التي تشهد رواجاً كبيراً، بحكم قربها من وسط المدينة وتشهد إقبالاً كبيراً من الزوار والزبناء، في وقت المغرب إلى ما بعد صلاة العشاء”.

وتحدث مبارك ، وهو منهم في تطريز دراعة تقليدية بآلة الخياطة ،ويقول هذا الحرفي أن “هناك أنواع كثيرة من الأثواب التي تُستورد من موريتانيا ،والذي يستوردونه بدورهم  من دول أخرى”، لافتاً إلى أن هناك “أنواع من الدراعات الخاصة بالرجال، يصل ثمنها إلى أكثر من سبعة الآف درهم حسب جودة الثوب المستعمل”.

رئيس جمعية التجار في هذا السوق، يقول، أن”شارع موريتان يُشكل رمزاً للتنوع الثقافي والعرقي، حيث يضم تجاراً وحرفيين من موريتانيا، وحالياً بدأ باعة من دول جنوب الصحراء يدخلون إليه أيضا” ،مضيفاً إلى أن”السوق يستقطب زبناء من مختلف الفئات،ويضم تجاراً كباراً، يبيعون أيضا بالجملة ويقصد السوق زبناء من مختلف مناطق المغرب لشراء سلع مختلفة”.

عبد الرحيم تاجر شاب إستقبلنا في محله لبيع أنواع مختلفة من الشاي، وقال أن “السوق يضم أنواعاً مختلفة من الشاي، أغلاها يسمى شاي (المْكركبْ) ،وهو من أجود أنواع الشاي  الأخضر،المعروف في المجتمع الصحراوي،حيث  وصل ثمنه إلى أكثر من 125 درهم للكيلو غرام الواحد.

خصوصية السوق

ورغم التطور الذي شهده هذا السوق الشعبي في العقد الأخير، ودخول سلع جديدة ومهن لم تكن معروفة فيه, كالباعة المتجولين الذين يملأون فضاءات الشارع التقليدي, إضافة إلى باعة الأجهزة الإلكترنية ومواد التجميل الخاصة بالنساء,رغم ذلك لم يفقد هذا السوق الشعبي ألقه وخصوصيته التاريخية.

على إحدى جنبات الشارع يعرض بوجمعه ،وهو شيخ سبعيني سلعاً قليلة تضم مسبحات وأواني الزريك ،إضافة إلى  براريد صغيرة ،وعلب بلاستيكية تضم قطعاً من الزعفران,ويقول الرجل السيبعيني ،أن”هذا الزعفران  هو من النوع الأصيل القادم من منطقة تالوين بمنطقة تارودانت”.